الاحتلال الصهيوني

كيف تهدد تركيا الأمن الصهيوني؟

تركيا تشكل خطرا كبيرا على إسرائيل!

على خلاف ما هو مُعلن من اتفاق «تطبيع» علاقات اقتصادية بين الدولة التركية وكيان الاحتلال الصهيوني فإنَّ أزمة عميقة تدور في الخفاء بين تركيا والاحتلال الصهيوني, تتمثل هذه الأزمة في دعم تركيا للمقاومة الفلسطينية وبالتحديد الذراع العسكري لحركة حماس، وذلك حسب المزاعم الصهيونية.

علاقة تركيا بحركة حماس:

علاقة تركيا بحركة حماس ليست وليدة اليوم، فهي موجودة منذ فترة، كما أنَّ تركيا تربطها علاقات متينة أيضًا بالسلطة الوطنية الفلسطينية ممثلة برئيسها “محمود عباس”، لكنَّ اللافت في الموضوع الآن أن الإعلام الصهيوني ومراكز الأبحاث وحتى المؤسسة الأمنية الصهيونية بدأت تتحدث عن نوع جديد من تلك العلاقات “التركية الحمساوية”، تقوم هذه العلاقات في مضمونها على احتضان ودعم كتائب القسام وخاصة بعد خروج حماس من سوريا.
وفي العودة إلى تصريحات الاحتلال الصهيوني، نجد أن المزاعم الصهيونية تتمحور حول تسهيل تركيا سفر عناصر القسام، وفتح مكاتب للذراع العسكري له في اسطنبول، إضافة إلى إقامة مواقع تدريبية بمباركة حكومية، وليس أخيرًا بالاتفاق على دعم المقاومة مع إيران «حسبما صرّح وزير خارجية إيران»!

التهديد التركي للاحتلال الصهيوني:

نقل موقع صحيفة «يسرائيل هيوم»، والتي تعد أوسع الصحف الإسرائيلية, نقل مساء أمس عن المصدر، الذي لم يشأ الكشف عن هويته، قوله “إن مظاهر التهديد التركي للأمن الإسرائيلي تتمثل في تقديم الدعم للجهاز العسكري لحركة حماس «كتائب عز الدين القسام»”، والمساعدة في إثارة الأوضاع في القدس وبالتالي المس بالسيادة الإسرائيلية في المدينة.
هذا وقد زعم المصدر أن تركيا باتت اليوم تمثل «قاعدة لتوجيه العمليات العسكرية التي تستهدف إسرائيل داخل الضفة الغربية وقطاع غزة»، وادعى أن أنقرة «أخلت بالتزاماتها في اتفاق المصالحة الذي تعهدت بموجبه بعدم السماح لحماس باستغلال أراضيها في توجيه العمليات العسكرية التي تستهدف العمق الإسرائيلي».
وزعم المصدر أن حركة حماس تستغل حرية العمل التي تحظى بها في تركيا في تجنيد الطلاب الفلسطينيين الذين يدرسون في تركيا إلى صفوفها، مدعيًا أن الطلاب الذين يتم تجنيدهم يتم إرسالهم إلى لبنان للتدريب قبل الانخراط بشكل فاعل في الجهد الحربي لـ «حماس».
المزاعم الصهيونية لم تقف عند ذلك الحد، بل تعدته إلى إتهام السياح الأتراك الزائرين للقدس وفلسطين المحتلة بتقديمهم الدعم لحماس ومساهمتهم في تأجيج انتفاضة القدس، حيث يزعم المصدر أن السياح الأتراك الذين يزورون القدس والأماكن المقدسة الإسلامية في المدينة يمثلون مصدر تهديد أمني لإسرائيل والاحتلال الصهيوني.
وأن هؤلاء السياح ينقلون الأموال إلى نشطاء «حماس» في القدس، إضافة إلى تقديمهم الدعم للحركة الإسلامية داخل فلسطين الـ 48، وأنهم يلعبون دورا بارزا في التصدي لقوات الاحتلال الإسرائيلية في أحداث الأقصى الأخيرة، زاعما أن الشرطة الإسرائيلية ألقت القبض على عدد منهم.
ويؤكد الاحتلال الصهيوني كلامه واتهاماته تلك مستدلا باعتقال “أورهان بيروك”، مندوب سفريات تركية في فلسطين، في قضايا أمنية عدة، مشيرا إلى كون بيروك ناشط في منظمات تركية تعمل لصالح المسجد الأقصى؛ وقد ادعى الاحتلال الصهيوني أن بيروك اعترف بكونه «من المقربين للشيخ رائد صلاح»، وقد تم اعتقاله لمدة 21 يوما وبعد ذلك تم إبعاده عن فلسطين.
انعكست هذه الاتهامات على تصريحات الساسة الصهاينة، ابتداءا من رئيس وزراء الاحتلال “ليبرمان” والذي قال فيه: «إن تركيا التي تدعم حركة حماس الإرهابية تعد داعمة للإرهاب»، فيما حاول “نتنياهو” استفزاز تركيا بمدافعته عن حق الأكراد في تأسيس دولة، مستقلة لهم معتبرًا أن من حقهم التمتع بحق تقرير المصير السياسي على وطن خاص بهم.
ثم إلى رئيس الوزراء و رئاسة هيئة أركان الاحتلال الصهيوني، حيثُ ذكر نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي “يائير غولان” خلال ندوة نظمت في واشنطن أنه لا يرى في تنظيم «حزب العمال الكردي تشكيلا إرهابيًا».
ودافع غولان عن هذا الحزب و الذي تصنفه تركيا تنظيمًا إرهابيًا وتحاربه، قائلا: «أعرف أن ما سيصدر عني سيتحول إلى عناوين كبيرة، لكني أعتقد بأن هذا التنظيم ليس تشكيلا إرهابيًا».
ومما سبق نرى أن الاحتلال الصهيوني ينظر إلى تركيا بعين «العداوة» ويراها شريكًا في مشروع تهديد الأمن القومي الصهيوني، وذلك من خلال دعم ومساندة واحتضان حركة المقاومة الإسلامية حماس، وذراعها العسكري كتائب الشهيد عز الدين القسام” بحسب زعمه.

المصدر: عرب تركيا

Scroll to Top