القناة المائية في اسطنبول

القناة المائية في اسطنبول تعوض تركيا عن خسائر ” مونترو “

القناة المائية في اسطنبول تدر أرباح على تركيا تعوض خسارتها في اتفاقة مونترو

أظهرت تقديرات اقتصادية تركية أن مشروع القناة المائية في اسطنبول الذي سيبدأ العمل به في غضون الأشهر القليلة القادمة سوف ينقذ تركيا من خسائر اتفاقية مونترو والتي تفرض جباية أموال من تركيا على مدى 31 عاما.
حيث تعتبر هذه  القناة أحد المشاريع العملاقة التي واكبت ظهور “رؤية 2023” والتي تعتمدها تركيا هادفة إلى احتلال مركز بين أقوى عشر دول في العالم بحلول الذكرى السنوية المئة لتأسيس الجمهورية التركية الحديثة في عام 2023
حيث استند حزب العدالة والتنمية بقيادة رئيسه “رجب طيب أردوغان إلى رزمة مما يعرف بــ “المشاريع المجنونة”، كــ “قطار مرمراي” الذي يربط بين اسطنبول الآسيوية والأوروبية من تحت سطح البحر، والمطار الثالث لاسطنبول الذي سيكون الأكبر في العالم عند افتتاحه نهاية العام المقبل.
هذا وقد أعلن الرئيس رجب طيب أردوغان من العاصمة الصربية “بلغراد” عزم بلاده على وضع حجر الأساس لمشروع “القناة المائية في اسطنبول” الموازية لمضيق البوسفور في نهاية العام الجاري أو مطلع العام المقبل على أبعد تقدير.
اقرأ أيضا: وسائل  النقل في اسطنبول بنوعيها البرية والبحرية

تعويض مالي من وراء القناة المائية

تقول تقارير رسمية في الحكومة التركية إن القناة المائية في اسطنبول سوف تدر ما لا يقل عن ثمانية مليارات دولار سنويا على تركيا، وستساهم في تعويضها عشرة مليارات دولار حُرمت منها بسبب تسعيرة المرور المنخفضة عن السفن التي تعبر مضيق البوسفور، وفقا لاتفاقية مونترو لتنظيم الملاحة في المضائق والممرات المائية التركية, والتي وقعت بالمدينة السويسرية عام 1936, فيما  تشير الإحصائيات إلى أن عائدات القناة المائية ستغطي تكاليف المشروع البالغة نحو 15 مليار دولار في غضون عامين فقط، وسيصبح مضيق البوسفور التاريخي مجرد خط ثانوي للتجارة البحرية بالمقارنة مع القناة المائية الجديدة التي ستجتذب السفن والناقلات العملاقة.

القناة المائية في اسطنبول

أما القيمة الأهم للقناة  فتأتي من عدم خضوعها لاتفاقية مونترو، الأمر الذي يسمح لتركيا بجباية 5.5 دولارات عن كل طن من البضائع وحمولات السفن التي تعبرها يوميا.
وبحسب المعلومات الواردة فإن القناة التي تربط شاطئ منطقة سليفري على بحر مرمرة بشاطئ كاراكوي على البحر الأسود، سوف تقدم لتركيا أفضلية تنافسية كبيرة في تجارة النقل الدولي التي يمر أكثر من 75% منها عبر البحار.

القناة المائية مشروع إستراتيجي

تذكر وسائل إعلامية تركية أن المشروع سوف يجذب استثمارات داخلية وأجنبية لمشاريع البنى التحتية والإنشاءات على كل من شاطئي مرمرة والبحر الأسود، وبالتالي ستزيد الكثافة السكانية في المنطقة.
وبعد اكتمال شق القناة، سوف تتكون جزيرة جديدة في الجانب الأوروبي من اسطنبول يحدها البحر الأسود من الشمال وبحر مرمرة من الجنوب ومضيق البوسفور من الشرق والقناة المائية الجديدة من الغرب
يصل طول القناة  إلى نحو 48 كلم، والعرض 150م عند السطح و120م في القاع، وبعمق 25م، ودون أي نتوءات أو بروزات صخرية قد تشكل خطورة على السفن.
 هذا ومن المتوقع أن يقلل افتتاح القناة المائية من الازدحام والتلوث والضوضاء في مضيق البوسفور الذي يمر من خلاله  نحو 150 سفينة يوميا، وبالتالي سوف تزيد امكانية الاستفادة من المضيق في الأنشطة السياحية والرياضات المائية.

مخاوف بيئية من القناة المائية في اسطنبول

على الرغم من كل الإيجابيات التي ذكرت عن هذا المشروع إلا أن افتتاح القناة يبعث المخاوف لحماة البيئة مثل الأستاذ” جمال صيدم” أستاذ الهندسة البيئية بجامعة “هاجي تبيه” والذي انتقد بشدة تشييد القناة، وقال إنها ستؤثر بشكل كبير على التركيبة المعقدة للنظم المائية التركية.
وأكد أن المسطحات المائية المحيطة بمدينة اسطنبول وخاصة البحر المتوسط الذي يعتبر بحر مرمرة جزءا منه والبحر الأسود، يختلفان في تركيبتهما الملحية ومحتوياتهما الحيوية والغذائية جراء التفاوت في أعمارهما بفوارق كبيرة من آلاف السنين, وأوضح” جمال صيدم”  أن هذا الاختلاف يجعل من اختلاط مياه البحرين وتجانسهما أمرا مستحيلا.

اسطنبول تنافس الدول العظمى بأكبر مطار في العالم

المصدر: عرب تركيا
Scroll to Top