محتوى الموضوع
أورته كوي.. ملتقى اسطنبول الأوروبية على الآسيوية
لا تزال مدينة اسطنبول تسحر ألباب كل من زارها قديما وحديثا، خاصةً كونها تربط بين قارتي آسيا وأوروبا، وتشكل معبرا مهما للثقافات في العالم، فقد كان لها تأثير بالغ على سياسيين وفنانيين وعشاق، نظرا لموقعها المتميز، وإطلالتها على البحرين الأسود ومرمرة ومضيق البوسفور, فضلا عن بحيرات وأنهار وجزر عديدة.
أما مضيق البوسفور فيعتبر الممر المائي بين بحري مرمرة والأسود، ويفصل بين القارتين الآسيوية والأوروبية، وهو أحد أجمل مناطق اسطنبول، بل العالم أيضا، وذلك يعود إلى إطلالته الجميلة، وأهميته الاستراتيجية الكبيرة.
وفي مقالنا اليوم سنتحدث عن قطعة من فسيفساء اسطنبول الأوروبية البهية وبوسفورها الخلاب, ألا وهي ” أورته كوي”.
منطقة أورته كوي في اسطنبول الأوروبية
” أورته كوي” وتعني القرية الوسطى, وهي عين اسطنبول على مضيق البوسفور, تقع في القسم الأوروبي من المدينة, وتطل على المضيق والجانب الآسيوي, حيث يمكن رؤية جسر البوسفور المعلق الأول منها, والذي يعرف حاليا باسم” جسر شهداء 15 تموز”
يعتبر المشهد من ” أورته كوي” لوحة فنية طبيعية تأسر الألباب والعقول, ومع قدوم الليل بالتحديد تصبح الرؤية أشبه بالسحر الذي يجذب السياح من كل أنحاء العالم, حيث تضاء الأنوار في الطرف الآسيوي, ويكتسي الجسر المعلق بحلة من الأنوار والأضواء الساحرة.
ويستطيع السائح أيضا أن يشاهد ” تشاملجا” أو تلة العرائس كما هو متعارف عليها, والتمتع برؤية مسجدها الكبير الذي يتربع فوق التلة, بالإضافة إلى مسجد السلطان أحمد ومتحف آيا صوفيا, وأبرز معالم اسطنبول المتناثرة في محيط المنطقة.
ولا يمكن لأحد أن يزور ” أورته كوي” دون أن يتناول أطعمتها المميزة, حيث تنتشر عشرات المحلات التي تبيع ” الكومبير ” وحلويات ” الوفل”, فلا تكاد ترى سائحا أو من سكان اسطنبول يزور المنطقة دون أن يحمل بين يديه إحدى تلك الأكلتين, ليأخذ مكانه على الشاطئ ويستمتع بلذتها وهو يشاهد أمواج البوسفور تتلاطم, وبواخره تنقل السياح في جولات سياحية غاية في الروعة.
اقرأ أيضا: قصر توب كابي.. متحف الثقافة والتاريخ في اسطنبول
أما “الكومبير”، فهو عبارة عن ثمرة كبيرة من البطاطس، مشوية بالفرن، يتم شقها من المنتصف، وعجنها مع الزبدة والجبنة، قبل وضع أنواع عديدة من السلطات الباردة والبقوليات والمنكهات الأخرى عليها, و”الوفل”، هي حلويات تخبز في جهاز خاص، ويوضع عليها أنواع من الشوكولاتة والفواكه، والمربيات، وأحيانا توضع عليها المثلجات.
تشهد المنطقة زحفا من قبل السيّاح الأجانب والأتراك على حد سواء, فالأتراك يقصدونها من أجل التقاط الصور التذكارية، وخاصة من قبل العرائس، لتخليد هذه اللحظة التاريخية في هذا المكان المميز, وأما الأجانب فبالإضافة إلى التقاط الصور التذكارية فيها فهم يقصدونها لانتشار المطاعم المميزة فيها، فضلا عن وقوعها قرب مناطق من أرقى أحياء اسطنبول, الأوروبية منها والآسيوية
جسر “السلطان سليم”.. من أكبر جسور العالم المعلقة