محتوى الموضوع
من الواضح أن اندلاع حرب بين حزب الله وإسرائيل هذه الأيام مسألة وقت. والسؤال هو أي حدث سيشعل فتيلها، الحرب السورية أم التوتر السعودي الإيراني؟
بينما تتواصل الحرب الداخلية في العراق وسوريا واليمن، يتزايد ويستمر التوتر بين السعودية وإيران. وتعاني مصر من المستجدات الإقليمية والحركات الإرهابية. فيما تبدو أزمة قطر قد تراجعت إلى الصف الثاني.
هذا ولم يقتصر التغير في الظروف والعلاقات على الدول فقط في الشرق الأوسط، فالمشهد نفسه يتكرر في الكيانات والتنظيمات أيضًا، والقائمة في هذا الشأن طويلة جدا.
حيث وصل الإقليم الكردي في العراق إلى عتبة الحرب بينما كان يحسب حسابات الانفصال، واضطر للتقوقع على نفسه, فيما بدأ تنظيم داعش يغير طابعه بعد فقدانه لآخر الأراضي التي كان يسيطر عليها.
اقرأ أيضا: كيف تهدد تركيا الأمن الصهيوني؟
من جهته، بدأ حزب العمال الكردستاني يواجه مشاكل جديدة، مع توسع رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرته. فمن ناحية هو يبحث عن السبيل لحكم الأقلية العربية فيها دون أن تكون له دولة، ومن ناحية ثانية فهو يدرك أن عليه الاختيار إما روسيا أوالولايات المتحدة.
أما في الغرب، فتتعقد الأمور على جبهة حزب الله, فمع مشاركته في الحرب السورية، يدرك الحزب مع مرور كل يوم أن المواجهة مع إسرائيل باتت حتمية. وستكون هذه الحرب بمثابة “مباراة الإياب” للمواجهة عام 2006.
ويذكر أن الحرب التي استمرت 33 يومًا بين الحزب وإسرائيل عام 2006, قد أضافت مصطلحًا جديدًا إلى المصطلحات العسكرية، وهو مصطلح “الحرب الهجينة”, وجذبت انتباه الأوساط العسكرية في البلدان الأخرى وليس في إسرائيل فقط, وطرحت سلسلة من التساؤلات حول خسائر الجيش الإسرائيلي ومتانته وفشله فيها.
ومن الجدير بالذكر أن إسرائيل فقدت في الحرب 164 من مواطنيها بينهم 121 عسكريًّا، بينما تدمرت 22 دبابة لها, وقُتل 30 عنصر من وحدة الدبابات وأُصيب أكثر من 100.
وفي مقابل هذا نفذت إسرائيل في لبنان 15 ألف غارة جوية، وقصفًا بـ 150 ألف قذيفة مدفعية، علاوة على 2500 صاروخ من البحر. وبالرغم من كل هذا القصف العنيف والمكثف إلا أنها لم تحصل على النتيجة المطلوبة، واتضح للجميع أن حزب الله استعد جيدًا، وأن إيران أحسنت العمل.
وخلال العشر سنوات الأخيرة، ناقشت إسرائيل المواضع التي ارتكبت فيها أخطاء. وأعدت استراتيجية ملائمة لطبيعة التهديد، ودرست العلاقة بين المدنيين والعسكريين بشكل جيد، وعززت استخباراتها، وحلت مشاكلها اللوجستية، واستكلمت نواقصها في مجال التدريب والتنظيم والمعدات، وطورت تقنيات عسكرية جديدة, ثم نفذت إسرائيل خلال الحرب السورية أكثرمن 100 غارة على أهداف لحزب الله.
بدوره، لم يضيع حزب الله السنوات العشر بلا جدوى. فقد عمل على زيادة نفوذه في السياسة اللبنانية المشروعة، وبنى قدرات جديدة له في الحرب السورية، وطور الخبرات الحربية لمقاتليه، وتدرب قياديوه العسكريين على التخطيط العملياتي من الضباط الروس، تمامًا كما تعلم الروس الحرب الهجينة من حزب الله، وعملو على تطبيقها في أوكرانيا.
وأصبح يمتلك أسلحة وصواريخ أكثر تطورًا، ومعدات ضخمة للحرب الإلكترونية. كما أن علاقاته مع إيران وسوريا أصبحت متشعبة أكثر.
اردوغان.. الهدف من عملية جرابلس هو الحفاظ على سيادة الأراضي السورية